كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه} قال : كان يرجوه في حياته {فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}.
وأخرج ابن جرير من طريق شبل عن عمرو بن دينار أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي ، وقال أصحابه : لنستغفرن لآبائنا كما استغفر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لعمه فأنزل الله {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} إلى قوله {تبرأ منه}.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أي عم إنك أعظم علي حقا من والدي فقل كلمة يجب لك بها الشفاعة يوم القيامة قل لا إله إلا الله ، فذكر نحو ما تقدم.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالوا : يا نبي الله إن من آبائنا من كان يحسن الجوار ويصل الرحم ويفك العاني ويوفي بالذمم أفلا نستغفر لهم فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه ، فأنزل الله {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية ثم عذر إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال : {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها

الصفحة 552