كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك تخلف كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع قال : أما أحدهم فكان له حائط حين زها قد فشت فيه الحمرة والصفرة فقال : غزوت وغزوت وغزوت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلو أقمت العام في هذا الحائط فأصبت منه ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دخل حائطه فقال : ما خلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وما استبق المؤمنون في الجهاد في سبيل الله إلا ضن بك أيها الحائط
اللهم إني أشهدك أني تصدقت به في سبيلك.
وَأَمَّا الآخر فكان قد تفرق عنه من أهله ناس واجتمعوا له فقال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت فلو أني أقمت العام في أهلي ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال : ما خلفني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما استبق إليه المجاهدون في سبيل الله إلا ضن بكم أيها الأهل اللهم إن لك علي أن لا أرجع إلى أهلي ومالي حتى أعلم ما تقضي في.
وَأَمَّا الآخر فقال : اللهم إن لك علي أن ألحق بالقوم حتى أدركهم أو أنقطع ، فجعل يتتبع الدقع والحزونة حتى لحق بالقوم فأنزل الله {لقد تاب الله على النبي} إلى قوله {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت}

الصفحة 579