كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

والقلب يقظان ثم قال بعضهم لبعض : اضربوا له ونتأول نحن أو نضرب نحن وتتأولون أنتم ، فقال بعضهم : مثله كمثل سيد اتخذ مأدبة ثم ابتنى بيتا حصينا ثم أرسل إلى الناس فمن لم يأت طعامه عذبه عذابا شديدا ، قال الآخرون : أما السيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو الإسلام والطعام الجنة وهذا الداعي فمن اتبعه كان في الجنة ومن لم يتبعه عذب عذابا أليما ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ فقال : ما رأيت يا ابن أم عبد فقلت : رأيت كذا وكذا فقال : أخفي علي مما قالوا شيء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم نفر من الملائكة.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سيدا بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ألا وإن السيد الله والدار الإسلام والمأدبة الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : ما من ليلة إلا ينادي مناديا يا صاحب الخير هلم ويا صاحب الشر اقصر ، فقال رجل للحسن رضي الله عنه : أتجدها في كتاب الله قال : نعم {والله يدعو إلى دار السلام}

الصفحة 650