كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 8)
والنصارى ، قال : {الذين جعلوا القرآن عضين} قال : آمنوا ببعض وكفروا ببعض.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن أبي حاتم والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش - وكان ذا سن فيهم - وقد حضر الموسم فقال لهم : يامعشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، فقالوا أنت فقل وأتم لنا به رأيا نقول به ، قال : لا بل أنتم قولوا لأسمع ، قالوا نقول كاهن ، قال : ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا بسجعهم ، قالوا فنقول مجنون ، قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا بحائحه ولا وسوسته ، قالوا : فنقول شاعر ، قال : ما هو بشاعر ، لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر ، قالوا : فنقول ساحر ، قال : ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا بعقده ، قالوا فماذا نقول قال : والله إن لقوله حلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أصله
الصفحة 652
682