كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 8)

جعلوا القرآن عضين} والعضين بلسان قريش السحر ، وأمر بعدوانهم فقال : {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} ثم أمر بالخروج إلى المدينة فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول ثم كانت وقعة بدر ففيهم أنزل الله (وإن يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم) (الأنفال آية 5) وفيهم نزلت (سيهزم الجمع) (القمر آية 45) وفيهم نزلت : (حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب) وفيهم نزلت (ليقطع طرفا من الذين كفروا) (آل عمران آية 127) وفيهم نزلت (ليس لك من الأمر شيء) أراد الله القوم وأراد رسول الله العير وفيهم نزلت (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) (إبراهيم آية 28) الآية ، وفيهم نزلت (قد كان لكم آية في فئتين التقتا) (آل عمران أية 13) في شأن العير (والركب أسفل منكم) (الأنفال آية 42) أخذوا أسفل الوادي ، فهذا كله في أهل بدر وكانت قبل بدر بشهرين سرية يوم قتل ابن الحضرمي ثم كانت أحد ثم يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين ثم كانت الحديبية - وهو يوم
الشجرة - فصالحهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يومئذ على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر ، ففيها أنزلت (الشهر الحرام بالشهر الحرام) (البقرة آية 149) فشهر العام الأول بشهر العام فكانت (الحرمات قصاص) ثم كان الفتح بعد العمرة ففيها نزلت (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) (المؤمنون آية 77) الآية ، وذلك أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم غزاهم ولم يكونوا عدوا له أهبة القتال ولقد قتل من قريش يومئذ

الصفحة 661