كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 8)
الرهط في ليلة واحدة فأهلكهم بألوان من العذاب ، كل رجل منهم أصابه عذاب ، فأما الوليد فأتى على رجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فمر به وهو يتبختر فأصابه منها سهم فقطع أكحله فأهلكه الله.
وَأَمَّا العاص بن وائل فإنه دخل في شعب فنزل في حاجة له فخرجت إليه حية مثل العمود فلدغته فأهلكه الله.
وَأَمَّا الآخر فكان رجلا أبيض حسن اللون خرج عشاء في تلك الليلة فأصابه سموم شديدة الحر فرجع إلى أهله وهو مثل حبشي فقالوا : لست بصاحبنا ، فقال : أنا صاحبكم ، فقتلوه.
وَأَمَّا الآخر فدخل في بئر له فأتاه جبريل فعمه فيها فقال : إني قتلت فأعينوني : فقالوا : والله ما نرى أحدا ، فكان كذلك حتى أهلكه الله.
وَأَمَّا الآخر فذهب إلى إبله ينظر فيها فأتاه جبريل بشوك القتاد فضربه فقال : أعينوني فإني قد هلكت ، قالوا : والله ما نرى أحدا ، فأهلكه الله فكان لهم في ذلك عبرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : جاء جبريل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فحنى ظهر الأسود بن عبد يغوث حتى احقوقف صدره ، فقال : النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خالي خالي فقال جبريل : دعه عنك فقد كفيته فهو من المستهزئين ، قال : وكانوا يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن قتادة قال : هؤلاء رهط من قريش منهم الأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة والعاص بن
الصفحة 663
682