كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوم يتحدثون فقال : فيم أنتم فقالوا : نتذاكر المروءة فقال : أو ما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه إذ يقول الله : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} فالعدل الإنصاف ، والإحسان التفضل فما بقي بعد هذا.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الآية ، قال : ليس من خلق حسن كان أهل الجاهلية يعملون به
ويعظمونه ويخشونه إلا أمر الله به وليس من خلق سيء كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه وقدم فيه وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : دعاني عمر بن عبد العزيز فقال : صف لي العدل فقلت : بخ ، سألت عن أمر جسيم كن لصغير الناس أبا ولكبيرهم ابنا وللمثل منهم أخا وللنساء كذلك وعاقب الناس على قدر ذنوبهم وعلى قدر أجسادهم ولا تضربن بغضبك سوطا واحدا متعديا فتكون من العادين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : قال عيسى ابن مريم إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك والله أعلم.
الآية 91

الصفحة 104