كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

عن أبي هريرة : أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد فنظر إلى منظر لم ير شيئا قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به فقال : رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمت وصولا للرحم فعولا للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك ، فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم النحل {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم} الآية ، فكفر النَّبِيّ عن يمينه وأمسك عن الذي أراد وصبر.
وأخرج ابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به : لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلا منهم ، فأنزل الله {وإن عاقبتم} الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نصبر يا رب : فصبر ونهى عن المثلة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وَابن جَرِير عن الشعبي قال : لما كان يوم أحد وانصرف المشركون فرأى المسلمون بإخوانهم مثلة جعلوا يقطعون آذانهم وآنافهم ويشقون بطونهم ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن

الصفحة 135