كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

أنالنا الله منهم لنفعلن ولنفعلن ، فأنزل الله {وإن عاقبتم} الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصبر.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن جَرِير عن عطاء بن يسار قال : نزلت سورة النحل كلها بمكة إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة يوم أحد حيث قتل حمزة ومثل به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بثلاثين رجلا منهم فلما سمع المسلمون ذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ، فأنزل الله {وإن عاقبتم فعاقبوا} إلى آخر السورة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} قال : هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله ثم نزلت براءة وإنسلاخ الأشهر الحرم ، قال : فهذا من المنسوخ.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين فأسلم رجال ذو منعنة فقالوا : يا رسول الله صلى الله وسلم لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب ، فنزلت هذه الآية ثم نسخ ذلك بالجهاد .

الصفحة 136