كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، فرجعت إلى ربي فقلت : يا رب خفف عن أمتي ، فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت : حط عني خمسا فقال : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، قال : فلم أزل أرجع بين ربي وموسى حتى قال : يا محمد إنهن خمس صلوات لكل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة ، فنزلت حتى انتهيت إلى
موسى فأخبرته فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقلت : قد رجعت إلى ربي حتى استحيت منه.
وأخرج البخاري ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس قال : ليلة برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم : أيهم هو فقال أوسطهم : هو خيرهم ، فقال أحدهم : خذوا ، فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوصعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته

الصفحة 142