كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

فلما بلغ بيت المقدس أتى إلى الحجر الذي ثمة فغمزه جبريل عليه السلام بأصبعه فثقبه ثم ربطها ثم صعد ، فلما استويا في صرحة المسجد قال جبريل : يا محمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين قال : نعم ، قال : فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة ، فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن علي
السلام فقلت : من أنتن فقلن : خيرات حسان ، نساء قوم أبرار نقوا فلم يدرنوا وأقاموا فلم يظعنوا وخلدوا فلم يموتوا ، ثم انصرفت فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة فقمنا صفوفنا فانتظرنا من يؤمنا فأخذ جبريل بيدي فقدمني ، فصليت بهم فلما انصرفت قال جبريل : يا محمد أتدري من صلى خلفك قلت : لا ، قال : صلى خلفك كل نبي بعثه الله ، ثم أخذ بيدي فصعد بي إلى السماء فلما انتهينا إلى الباب استفتح قالوا : من أنت قال : جبريل ، قيل : ومن معك قال : محمد ، قالوا : وقد بعث إليه قال : نعم ، ففتحوا له وقالوا : مرحبا بك وبمن معك ، فلما استوى على ظهرها إذا فيها آدم ، فقال لي جبريل : ألا تسلم على أبيك آدم قلت : بلى ، فأتيته فسلمت عليه فرد علي وقال لي : مرحبا بابني والنبي الصالح ، ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها عيسى

الصفحة 148