كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ، ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم تر الخلائق أحسن من المعراج ، أما رأيت الميت حين رمى بصره طامحا إلى السماء عجبه المعراج ، فصعدت أنا وجبريل فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك جنده مائة ألف ، فاستفتح جبريل باب السماء قيل : من
هذا قال : جبريل ، قيل : ومن معك قال : محمد ، قيل : قد بعث إليه قال : نعم فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه الله على صورته لم يتغير منه شيء وإذا هو تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين ، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الكفار الفجار فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين ، فقلت : يا جبريل من هذا قال : هذا أبوك آدم فسلم علي ورحب بي فقال : مرحبا بالابن الصالح ، ثم مصيت هنيهة فإذا أنا بأخونة عليها لحم قد أروح وأنتن عندها أناس يأكلون منها ، قلت : يا جبريل من هؤلاء قال : هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام ، وفي لفظ : فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم

الصفحة 165