كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

نهر الكوثر الذي أعطاكه الله ، فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي من ذنبي ما تقدم وما تأخر ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة فإذا فيها ما لا عين رأت وما لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن وأنها من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة
للشاربين وأنهار من عسل مصفى ، وإذا فيها رمان كأنه جلود الإبل المقتبة وإذا فيها طير كأنها البخت ، قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله إن تلك الطير لناعمة قال : آكلها أنعم منها يا أبا بكر وإني لأرجو أن تأكل منها ، قال : ورأيت فيها جارية لعساء فسألتها لمن أنت فقالت : لزيد بن حارثة ، فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا ، ثم عرضت علي النار فإذا فيها غضب الله وزجره ونقمته ولو طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها ثم غلقت دوني ، ثم إني رفعت إلى سدرة المنتهى فتغشاها فكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة ثم إن الله أمرني بأمره وفرض

الصفحة 169