كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

ميكائيل عليه السلام بثلاث طساس من ماء زمزم فشرح صدره ونزع ما كان فيه من غل وملأه حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلاما وختم بين كتفيه بخاتم النبوة ثم أتاه بفرس فحمل عليه ، كل خطوة منه منتهى بصره ، فسار وسار معه جبريل فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد كما كان فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : يا جبريل ما هذا ، ، قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ، ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال : ما هؤلاء يا جبريل فقال : هؤلاء الذين تثتاقل رؤوسهم عن الصلاة ، ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع ، يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال : ما هؤلاء يا جبريل ، قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله شيئا ، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر ولحم آخر نيء خبيث

الصفحة 172