كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة باردة وريح مسك وسمع صوتا فقال : يا جبريل ما هذا قال : هذا صوت الجنة ، تقول : يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت غرفي واستبرقي وحريري وسندسي وعبقري ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي ومراكبي وعسلي ومائي ولبني وخمري فائتني ما وعدتني فقال : لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ، قالت : رضيت ، ثم أتى على واد فسمع شكوى ووجد ريحا منتنة فقال : ما هذا يا جبريل قال : هذا صوت جهنم تقول : رب ائتني بما وعدتني فلقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وضريعي وغساقي وعذابي وقد بعد قعري واشتد حري فائتني ما وعدتني قال : لك كل مشرك ومشركة وكافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب ، قالت : قد رضيت ، ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة عليهم السلام ، فلما قضيت الصلاة قالوا : يا جبريل من هذا معك قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : وقد بعث إليه قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ، ثم لقي أرواح الأنبياء عليهم السلام فأثنوا على ربهم فقال إبراهيم عليه السلام : الحمد لله الذي

الصفحة 174