كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

على ربي فقال : الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي الفرقان فيه تبيان لكل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون والآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما ، فقال إبراهيم عليه السلام : بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم : أتي بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فأتي بإناء منها فيه ماء فقيل : اشرب فشرب منه يسيرا ثم رفع إليه إناء آخر فيه لبن فقيل : اشرب فشرب منه حتى روي ثم رفع إليه إناء آخر فيه خمر فقيل له : اشرب فقال : لا أريده قد رويت ، فقال له جبريل : - عليه السلام - أما أنها ستحرم على أمتك ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليل ، ثم صعدوا بي إلى السماء فاستفتح فقيل : من هذا يا جبريل قال : هذا محمد قالوا : وقد أرسل إليه قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق الناس على يمينه باب يخرج منه ريح طيبة

الصفحة 176