كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

تحل لأحد قبلي وجعلت لي
الأرض كلها مسجدا وطهورا وأعطيت فواتح الكلام وخواتمه وجوامعه وعرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي وأمرت بخمسين صلاة ، فلما رجع إلى موسى عليه السلام قال : بم أمرت قال : بخمسين صلاة قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم فقد لقيت من بني إسرائيل شدة فرجع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى ربه فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا ثم رجع إلى موسى فقال : بكم أمرت قال : بأربعين : قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع فوضع عنه عشرا إلى أن جعلها خمسا ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال : قد رجعت إلى ربي حتى استحيت منه فما أنا براجع إليه ، قيل له : أما إنك كما صبرت نفسك على خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة وإن كل حسنة بعشر أمثالها فرضي محمد صلى الله عليه وسلم كل الرضا ، قال : وكان موسى عليه السلام من أشدهم عليه حين مر به وخيرهم له حين رجع إليه.

الصفحة 182