كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

ضلالة فاتبع كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ، وأيما داع إلى هدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم أنه بلغه أنه يتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجها وأنتنه ريحا فيجلس إلى جنبه ، كلما أفزعه شيء زاده وكلما تخوف شيئا زاده خوفا فيقول : بئس الصاحب أنت ومن أنت فيقول : وما تعرفني فيقول : لا ، فيقول : أنا عملك ، كان قبيحا فلذلك تراني قبيحا وكان منتنا فلذلك تراني منتنا ، طأطئ إلي أركبك فطالما ركبتني في الدنيا ، فيركبه ، وهو قوله : {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} والله أعلم.
الآية 26 - 29
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {قد مكر الذين من قبلهم} قال : هو نمرود بن كنعان حين بنى الصرح.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن زيد بن أسلم قال : أول جبار كان في الأرض نمرود فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق ، وأرحم الناس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه وكان جبارا أربعمائة سنة فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته الله ، وهو

الصفحة 42