كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

صلى الله عليه وسلم : ما أنجاب ماء منذ كان الناس غير بيت ماء الحوت دخل منه صار منجابا كالكرة حتى رجع إليه موسى فرأى أمساكه قال : {ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا} أي يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى مدخل البحر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فاتخذ سبيله في البحر سربا} قال : جاء فرأى جناحيه في الطين حين وقع في الماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : {فاتخذ سبيله في البحر سربا} قال : دخل الحوت في البطحاء بعد موته حين أحياه الله ثم اتخذ فيها سربا حتى وصل إلى البحر ، والسرب طريق حتى وصل إلى الماء وهي بطحاء يابسة في البر بعدما أكل منه دهرا طويلا وهو زاده ثم أحياه الله.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس أن موسى عليه السلام شق الحوت وملحه وتغدى منه وتعشى فلما كان من الغد {قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}.

الصفحة 607