كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 9)

نعم قال : {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها} قال الأعرابي : نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول نعم حتى بلغ {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} فولى الأعرابي فأنزل الله {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} قال : هي المساكن والأنعام وما ترزقون منها وسرابيل من الحديد والثياب تعرف هذا كفار قريش ثم تنكره بأن تقول : هذا كان لآبائنا فورثونا إياه.
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في الآية قال : يعلمون أن خلقهم وأعطاهم بعدما أعطاهم يكفرون فهو معرفهم نعمته ثم إنكارهم إياها كفرهم بعد.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله في قوله : {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} قال : إنكارهم إياها أن يقول الرجل : لولا فلان أصابني كذا وكذا ولولا فلان لم أصب كذا وكذا.

الصفحة 94