كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 10)

الحسن وأبي قلابة قالا : قال رجل : يا رسول الله هل في الجنة من ليل قال : وما هيجك على هذا قال : سمعت الله يذكر في الكتاب {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} فقلت الليل من البكرة والعشي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هناك ليل وإنما هو ضوء نور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو وتأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلوات التي كانوا يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة.
وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير قال : كانت العرب في زمانها إنما لها أكلة واحدة فمن أصاب اثنتين سمي فلانا الناعم ، فأنزل الله تعالى يرغب عباده فيما عنده {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : كانوا يعدون النعيم أن يتغدى الرجل ثم يتعشى ، قال الله لأهل الجنة : {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ما من غداة من غدوات الجنة كل الجنة غدوات إلا أن يزف إلى ولي الله تعالى فيها زوجة من الحور العين أدناهن التي خلقت من زعفران.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {تلك الجنة التي نورث} بالنون مخففة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شودب في قوله : {تلك الجنة التي نورث

الصفحة 103