كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 10)

وبالنخلة فقال : ههنا حدث الأمر فمال إليهم فقال : أي شيء هذا الذي حدث فكلمته الملائكة فقالوا : نبي ولد بغير ذكر ، قال : أما والله لأضلن به أكثر العالمين ، أضل اليهود فكفروا به وأضل النصارى فقالوا : هو ابن الله ، قال : وناداها ملك من تحتها {قد جعل ربك تحتك سريا} قال إبليس : ما حملت أنثى إلا بعلمي ولا وضعته إلا على كفي ليس هذا الغلام لم أعلم به حين حملته أمه ولم أعلم به حين وضعته.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات ، وَابن عساكر من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس وعن مرة بن مسعود - رضي الله عنهما - قالا : خرجت مريم إلى جانب المحراب لحيض أصابها فلما طهرت إذ هي برجل معها {فتمثل لها بشرا} ففزعت وقال : {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} فخرجت وعليها جلبابها فأخذ بكمها فنفخ في جيب درعها - وكان مشقوقا من قدامها - فدخلت النفخة صدرها فحملت فأتتها أختها امرأة ليلة تزورها فلما فتحت لها الباب التزمتها فقالت امرأة زكريا : يا مريم أشعرت أني حبلى ، قالت مريم : اشعرت أيضا أني حبلى فقالت امرأة زكريا : فإني وجدت ما في بطني يسجد للذي في بطنك ، فذاك قوله : {مصدقا بكلمة من الله} فولدت امرأة زكريا يحيى ، ولما بلغ أن تضع مريم خرجت إلى جانب المحراب {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا} الآية {فناداها} جبريل {من تحتها ألا تحزني} فلما

الصفحة 41