كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 10)

قالت : {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} قال فلما ذكرت الرحمن فزع جبريل عليه السلام قال : {إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا} إلى قوله : {وكان أمرا مقضيا} فنفخ في جيبها جبريل فحملت حتى إذا أثقلت وجعت ما يجع النساء وكانت في بيت النبوة فاستحيت وهربت حياء من قومها فأخذت نحو المشرق وأخذ قومها في طلبها فجعلوا يسألون رأيتم فتاة كذا وكذا فلا يخبرهم أحد ، وأخذها {المخاض إلى جذع النخلة} فتساندت إلى النخلة قالت : {يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا} قال : حيضة من حيضة {فناداها من تحتها} قال : جبريل من أقصى الوادي {ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا} قال : جدولا {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} فلما قال لها جبريل : اشتد ظهرها وطابت نفسها فقطعت سرته ولفته في خرقة وحملته فلقي قومها راعي بقر وهم في طلبها ، قالوا : يا راعي هل رأيت فتاة كذا وكذا قال : لا وكن رأيت الليلة من بقري شيئا لم أره منها قط فيما خلا قال : رأيتها باتت سجدا نحو هذا

الصفحة 47