كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 10)

وليس في الأرض أحد أفضل منه عملا فاستأذن ملك من الملائكة ربه فقال يا رب ائذن لي فأهبط إلى إدريس ، فأذن له فأتى إدريس فسلم عليه وقال : إني جئتك لأحدثك فقال : كيف تحدثني وأنت ملك وأنا إنسان ثم قال إدريس
هل بينك وبين ملك الموت شيء قال الملك : ذاك أخي من الملائكة فقال : هل يستطيع أن ينسئني عند الموت قال : أما أن يؤخر شيئا أو يقدمه فلا ولكن سأكلمه لك فيرفق بك عند الموت فقال : اركب على جناحي فركب إدريس فصعد إلى السماء العليا فلقي ملك الموت إدريس بين جناحيه فقال له الملك إن لي إليك حاجة قال : علمت حاجتك تكلمني في إدريس وقد محي اسمه من الصحيفة ولم يبق من أجله إلا نصف طرفة عين فمات إدريس بين جناحي الملك.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : سألت كعبا عن رفع إدريس {مكانا عليا} فقال : كان عبدا تقيا رفع له من العمل الصالح ما رفع لأهل الأرض في زمانه فعجب الملك

الصفحة 84