كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 10)

الذي كان يصعد عليه عمله فاستأذن ربه قال : رب ائذن لي آتي عبدك هذا فأزوره فأذن له فنزل قال : يا إدريس أبشر فإنه رفع لك من العمل الصالح ما لا رفع لأهل الأرض قال : وما علمك قال إني ملك ، قال : وإن كنت ملكا قال : فإني على الباب الذي يصعد عليه عملك ، قال : أفلا تشفع إلى ملك الموت فيؤخر من أجلي لأزداد شكرا وعبادة قال الملك : (لن يؤخر الله نفسا غذا جاء أجلها) (المنافقون آية 11) قال : قد علمت ولكنه أطيب لنفسي فحمله الملك على جناحيه فصعد به إلى السماء فقال : يا ملك الموت هذا عبد تقي نبي رفع له من العمل الصالح ما لا يرفع لأهل الأرض وإني أعجبني ذلك فاستأذنت ربي عليه فلما بشرته بذلك سألني لأشفع له إليك لتؤخر له من أجله ليزداد شكرا وعبادة ، قال : ومن هذا قال : إدريس فنظر في كتاب معه حتى مر باسمه فقال : والله ما بقي من أجل إدريس شيء فمحاه فمات مكانه.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {ورفعناه مكانا عليا} قال : رفع إلى السماء السادسة فمات فيها.

الصفحة 85