كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 10)

يكون هذا حظك من صحبتي فلما أفاق قال له ملك الموت : يا نبي الله كيف وجدت قال : يا ملك الموت قد كنت أحدث وأسمع فإذا هو أعظم مما كنت أحدث وأسمع ثم قال : يا ملك الموت أريد منك حاجة أخرى قال : وما هي قال : تريني النار حتى أنظر إلى لمحة منها ، فقال له ملك الموت : وما لك والنار إني لأرجو أن لا تراها ولا تكون من أهلها قال : بلى أريد ذلك ليكون أشد لرهبتني وخوفي منها فانطلق إلى باب من أبواب جهنم فنادى بعض خزنتها فأجابوه وقالوا : من هذا قال : أنا ملك الموت ، فارتعدت فرائصهم - قالوا : أمرت فينا بأمر فقال : لو أمرت فيكم بأمر ما ناظرتكم ولكن نبي الله إدريس - عليه السلام - سألني أن تروه لمحة من النار ، ففتحوا له قدر ثقب المخيط فأصابه من حرها ولهبها وزفيرها ما صعق [ ه ] فقال ملك الموت : أغلقوا فأغلقوا فمسح ملك الموت وجهه وهو يقول : يا نبي الله ما كنت أحب أن يكون هذا حظك من صحبتي ، فلما أفاق
قال له ملك الموت : يا نبي الله كيف رأيت قال : يا ملك الموت كنت أحدث وأسمع فإذا هو أعظم مما كنت أحدث وأسمع فقال له : يا ملك الموت قد بقيت لي حاجة أخرى لم يبق غيرها ، قال : وما هي قال : تريني لمحة من الجنة ، قال له ملك الموت - عليه السلام : يا نبي الله أبشر فإنك إن شاء الله من خيار أهلها وإنها إن شاء الله مقيلك ومصيرك ، فقال : يا ملك الموت إني أحب أن أنظر إليها ولعل ذلك أن يكون أشد لشوقي وحرصي وطلبي فذهب به إلى باب من أبواب الجنة فنادى بعض خزنتها فأجابوه فقالوا : من هذا قال : ملك الموت ، فارتعدت فرائصهم

الصفحة 89