كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 11)

الله مثله فقال {الله نور السماوات والأرض} فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال : مثل نور من آمن به فكان أبي بن كعب يقرؤها : مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الايمان والقرآن في صدره {كمشكاة} قال : فصدر المؤمن المشكاة {فيها مصباح} والمصباح : النور وهو القرآن والايمان الذي جعل في صدره {في زجاجة} والزجاجة : قلبه ، {كأنها كوكب دري} فقلبه مما استنار فيه القرآن والايمان كأنه كوكب دري يقول : كوكب مضيء ، {يوقد من شجرة مباركة} والشجرة المباركة : أصل المبارك الاخلاص لله وحده ، وعبادته لا شريك له ، {زيتونة لا شرقية ولا غربية} قال : فمثله كمثل شجرة التف بها الشجرن فهي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حالة كانت لا اذا طلعت ولا اذا غربت فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصله شيء من الفتن وقد ابتلي بها فثبته الله فيها فهو بين اربع خلال ، ان قال صدق وان حكم عدل وان اعطي شكر وان ابتلي صبر ، فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي بين قبور الأموات {نور على نور} فهو يتقلب في خمسة من
النور ، فكلامه نور

الصفحة 62