كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 11)

مثل ضربه الله لطاعته فسمى طاعته نورا ثم سماها انواعا شتى {لا شرقية ولا غربية} قال : هي وسط الشجرة لا تنالها الشمس اذا طلعت ولا اذا غربت وذلك لوجود الزيت {يكاد زيتها يضيء} يقول : بغير نار {نور على نور} يعني بذلك ايمان العبد وعمله {يهدي الله لنوره من يشاء} هو مثل المؤمن.
وأخرج الطبراني ، وَابن عدي ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله {كمشكاة فيها مصباح} قال : المشكاة : جوف محمد صلى الله عليه وسلم ، والزجاجة : قلبه ، والمصباح : النور الذي في قلبه ، {يوقد من شجرة مباركة} الشجرة : إبراهيم ، {زيتونة لا شرقية ولا غربية} لا يهودية ولا نصرانية ثم قرأ {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} آل عمران الآية 67.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن شمر بن عطية قال : جاء ابن عباس رضي الله عنهما إلى كعب الأحبار فقال : حدثني عن قول الله {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال : مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم كمشكاة قال : المشكاة الكوة ، ضربها مثلا لفمه {فيها مصباح} والمصباح : قلبه ، {في زجاجة} والزجاجة صدره ، {كأنها كوكب

الصفحة 64