كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 11)

فقال له حارثة : يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته ، تفكون العاني وتطعمون الاسير ، ابني عبدك فامتن علينا وأحسن إلينا في فدائه فانك ابن سيد قومه فإنا سنرفع لك في الفداء ما أحببت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيكم خيرا من ذلك قالوا : وما هو قال : أخيره فان اختاركم فخذوه بغير فداء وان اختارني فكفوا عنه قالوا : جزاك الله خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا زيد اتعرف هؤلاء قال : نعم ، هذا أبي وعمي وأخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنا من قد عرفته فان اخترتهم فأذهب معهم وان اخترتني فأنا من تعلم فقال زيد : ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت مني بمكان الوالد والعم قال له أبوه وعمه : يا زيد تختار العبودية على الربوبية قال : ما أنا بمفارق هذا الرجل ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصه عليه قال : أشهدوا أنه حر وانه ابني يرثني وأرثه فطلبت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه فلم يزل في الجاهلية يدعى : زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن {ادعوهم لآبائهم} فدعي زيد بن حارثة.
وأخرج ابن عساكر من طريق زيد ابن شيبة عن الحسن بن عثمان رضي الله عنه قال : حدثني عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا : كان عامر بن ربيعة يقال له : عامر بن الخطاب وإليه كان ينسب فأنزل الله فيه وفي زيد بن حارثة

الصفحة 719