كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 11)

انه كان في القوم خبر فاتني بخبر القوم قال : وأنا من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته قال : فو الله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوف إلا خرج من جوفي فما أجد منه شيئا فلما وليت قال : يا حذيفة لا تحدث في القوم شيئا حتى تأتيني فخرجت حتى اذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد واذا برجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته ويقول : الرحيل ، الرحيل ، ثم دخل العسكر فاذا في الناس رجال من بني عامر يقولون : الرحيل ، الرحيل يا آل عامر لا مقام لكم واذا الرحيل في عسكرهم ما يجاوز
عسكرهم شبرا فوالله أني لاسمع صوت الحجارة في رحالهم ومن بينهم الريح يضربهم بها ثم خرجت نحو النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلما انتصفت في الطريق أو نحو ذلك اذا أنا بنحو من عشرين فارسا متعممين فقالوا : اخبر صاحبك ان الله كفاه القوم فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشتمل في شملة يصلي وكان اذا حز به أمر صلى فأخبرته خبر القوم أني تركتهم يرتحلون ، فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم

الصفحة 733