كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

{وكان الله قويا} في أمره {عزيزا} في نقمته.
وَأخرَج ابن سعد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب حصر النَّبِيّ صلى الله عليه وأصحابه بضعة عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرى ء منهم الكرب وحتى قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اللهم أني أنشدك عهدك ووعدك الله إنك إن تشأ لا تعبد فبينما هم على ذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان جميعا فخذل بين الناس فانطلق الأحزاب منهزمين من غير قتال فذلك قوله {وكفى الله المؤمنين} القتال.
وَأخرَج ابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب ردهم الله {بغيظهم لم ينالوا خيرا} فقال النَّبِيّ من يحمي أعراض المسلمين قال كعب رضي الله عنه أنا يا رسول الله قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أنا يا رسول الله فقال إنك تحسن الشعر فقال حسان أنا يا رسول الله فقال نعم اهجهم أنت فإنه سيعينك عليهم روح القدس.
وَأخرَج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف {وكفى الله المؤمنين القتال} بعلي بن أبي طالب
قوله تعالى.
- وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريق * وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله على كل شيء قديرا

الصفحة 14