كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك} ، يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فاذا قيل له قال : كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الأماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا احدى عينيها {ذلك أدنى أن يعرفن} يقول : ذلك أحرى ان يعرفن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال : أمر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من أكسيه سود يلبسنها.
وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي قلابة رضي الله عنه قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يدع في

الصفحة 142