كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} قال : أخذ الله عليهن اذا خرجن ان يعدنها على الحواجب {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال : قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر يتشبهن بالاماء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الكلبي في الآية قال : كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فامرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن معاوية بن قرة ان دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك بالاماء فانزل الله هذه الآية {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال :
كانت الحرة تلبس لباس الامة فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهم من جلابيبهن وأدنى الجلباب : ان تقنع وتشده على جبينها.
وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {يا أيها النَّبِيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال : اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج

الصفحة 144