كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

الله ورسوله والدار الآخرة فكان خياره بين الدنيا والآخرة ، اتخترن الآخرة أو الدنيا قال {وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} فاخترن أن لا يتزوجن بعده ثم قال {يا نساء النَّبِيّ من يأت منكن بفاحشة مبينة} يعني الزنا {يضاعف لها العذاب ضعفين} يعني في الآخرة {وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله} يعني تطيع الله ورسوله {وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين} مضاعفا لها في الآخرة {وأعتدنا لها رزقا كريما} {يا نساء النَّبِيّ لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} يقول فجور {وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن} يقول لا تخرجن من بيوتكن {ولا تبرجن} يعني القاء القناع فعل الجاهلية الأولى ثم قال جابر رضي الله عنه : ألم يكن الحديث هكذا قال : بلى.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت : فبدأ بي فقال : اني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري

الصفحة 22