كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ، ان هذه الآية {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري والترمذي ، وَابن المنذر والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أنس رضي الله عنه قال جاء زيد بن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} قال : أنس رضي الله عنه
فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ، ذبح شاة {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} فكانت تفخر على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات.
وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وأبو يعلى ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها علي فانطلق قال : فلما رأيتها عظمت في صدري فقلت : يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير إذن ولقد رأيتنا حين

الصفحة 53