كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

النبي صلى الله عليه وسلم : اتق الله وامسك عليك زوجك قال : والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس ان أمره بطلاقها ، فأنزل الله {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} قال : كان يخفي في نفسه وذاته طلاقها قال : قال الحسن رضي الله عنه : ما انزلت عليه آية كانت أشد عليه منها ولو كان كاتما شيئا من الوحي لكتمها {وتخشى الناس} قال : خشي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالة الناس {فلما قضى زيد منها وطرا} قال : طلقها زيد {زوجناكها} فكانت تفخر على أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تقول : أما أنتن زوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني ذو العرش {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا} قال : اذا طلقوهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى زيد بن حارثة رضي الله عنه {ما كان على النَّبِيّ من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل} يقول : كما هوى داود النَّبِيّ عليه السلام المرأة التي نظر اليها فهويها فتزوجها فكذلك قضى الله لمحمد صلى الله عليه وسلم فتزوج زينب كما كان سنة الله في داود أن يزوجه تلك المرأة {وكان أمر الله قدرا مقدورا} في أمر زينب.

الصفحة 58