كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

ما شاء الله أن يمكثن ثم أراد أن يزوجه زينب بنت جحش فكرهت ذلك فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فقيل لها : ان شئت الله ورسوله وان شئت ضلالا مبينا فقالتك بل الله ورسول ، فزوجه رسول الله إياها فمكثت ما شاء الله أن تمكث ثم ان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهي بنت عمته فكأنها وقعت في نفسه قال عكرمة : رضي الله عنه فأنزل الله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} يعني زيدا بالإسلام {وأنعمت عليه} يا محمد بالعتق {أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} قال : عكرمة رضي الله عنه فكان النساء يقولون : من شدة ما يرون من حب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه انه ابنه فأراد الله أمرا قال الله {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} يا محمد {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم} وأنزل الله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} فلما طلقها زيد تزوجها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فعذرها قالوا : لو كان زيد بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوج امرأة ابنه.
وأخرج الحكيم الترمذي ، وَابن جَرِير عن محمد بن عبد الله بن جحش قال :
تفاخرت زينب وعائشة رضي الله عنهما فقالت زينب رضي الله عنها : أنا الذي نزل تزويجي من السماء ، وقالت عائشة رضي الله عنها : أنا نزل عذري من السماء في كتابه حين حملني ابن المعطل على الراحلة ، فقالت لها زينب رضي الله عنها : ما قلت حين ركبتيها قالت : قلت حسبي الله ونعم الوكيل قال : قلت كلمة المؤمنين.
وأخرج ابن جرير عن ورضي الله عنهما في قوله {ما كان محمد أبا أحد من

الصفحة 62