كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 12)

بعده ، منهن أم شريك فذلك قوله
{ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء}.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي زيد رضي الله عنه قال : هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق من نسائه فلما رأين ذلك أتينه فقلن : لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك افرض لنا من نفسك ومالك ما شئتن فانزل الله {ترجي من تشاء منهن} نسوة يقول : تعزل من تشاء فارجأ منهن وآوى نسوة وكان ممن أرجى ميمونة ، وجويرية ، وأم حبيبة ، وصفية ، وسودة ، وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء وكان ممن آوى عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب ، فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله {ترجي من تشاء} قال : هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه لكي يكون ذلك أقر لاعينهن وأرضى في عيشتهن ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ منهن شيئا ولا عزله بعد أن خيرهن فاخترنه.

الصفحة 98