كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 14)

فأوحى الله إلي ما شاء أن يوحي.
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال : لما صعد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال : فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجدا فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت فخيل إلي أن ما بين عينيه قد سد الأفقين وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي وكنت أحيانا لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عمر أن جبريل كان يأتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي.
وأخرج مسلم وأحمد والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في السماء والصفات عن ابن عباس في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى} قال : رأى محمد ربه بقلبه مرتين.

الصفحة 18