كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 14)

ولا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله {يا أيها النَّبِيّ لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله : {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها معه فقالت : يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك قال : فإنها علي حرام أن أمسها واكتمي
هذا علي فخرجت حتى أتت عائشة فقالت : ألا أبشرك قالت : بماذا قالت : وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقلت : يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك فكان أول السر أنه أحرمها على نفسه ثم قال لي : يا حفصة ألا أبشرك فأعلمي عائشة أن أباك يلي الأمر من بعده وأن أبي يليه بعد أبيك وقد استكتمني ذلك فاكتميه فأنزل الله {يا أيها النَّبِيّ لم تحرم} إلى قوله : {غفور رحيم} أي لما كان منك إلى قوله : {وإذ أسر النَّبِيّ إلى بعض أزواجه} يعني حفصة {حديثا فلما نبأت به} يعني عائشة {وأظهره الله عليه} أي بالقرآن {عرف بعضه} عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية {وأعرض عن بعض} عما أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر فلم يبده {فلما نبأها به} إلى قوله : !

الصفحة 573