كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 14)

انطلقت حتى دخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت : أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : لا أدري هو ذا معتزل في المشربة ، فانطلقت فأتيت غلاما أسودا فقلت : استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال : قد ذكرتك له فلم يقل شيئا فانطلقت إلى المسجد فإذا حول المسجد نفر يبكون فجلست إليهم ثم غلبني ما أجد فانطلقت فأتيت الغلام فقلت : استأذن لعمر فدخل ثم خرج فقال : قد ذكرتك له فلم يقل شيئا فوليت منطلقا فإذا الغلام يدعوني فقال : أدخل فقد أذن لك فدخلت فإذا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم متكئ على حصير قد رأيت أثره في جنبه فقلت : يا رسول الله أطلقت نساءك قال : لا قلت : الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت يوما على
امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت ذلك فقالت : ما تنكر فوالله إن أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت : قد خابت من فعل ذلك منهن فدخلت على حفصة فقلت : أتراجع إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهجره اليوم إلى الليل نعم فقلت : قد خابت من فعلت ذلك منكن وخسرت أتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لحفصة : لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم

الصفحة 580