كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 14)

وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن أنس {يوم يكشف عن ساق} قال : عن الغطاء فيقع من كان آمن به في الدنيا فيسجدون له ويدعى الآخرون إلى السجود فلا يستطيعون لأنهم لم يكونوا آمنوا به في الدنيا ولا يبصرونه ولا يستطيعون السجود وهم سالمون في الدنيا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال : أمر فظيع جليل {ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} قال : ذلكم يوم القيامة ذكر لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول : يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود فيسجد المؤمنون وبين كل مؤمنين منافق فيتعسر ظهر المنافق عن السجود ويجعل الله سجود المؤمنين عليهم توبيخا وصغارا وذلا وندامة وحسرة وفي قوله : {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} قال : في الصلوات.
وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر قال : والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن {يوم يكشف عن ساق} إلى قوله : {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} الصلوات الخمس إذا نودي بها.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير في قوله : {وقد كانوا يدعون إلى السجود} قال : الصلوات في الجماعات.

الصفحة 646