كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 14)

سبيل ثم قرأ {إنا لما طغى الماء} وأما يوم عاد فإن الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ {بريح صرصر عاتية}.
وَأخرَج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم تنزل قطرة من ماء إلا بمكيال على يدي ملك إلا يوم نوح فإنه أذن للماء دون الخزان فطغى الماء على الخزان فخرج فذلك قوله : {إنا لما طغى الماء} ولم ينزل شيء من الريح إلا بكيل على يدي ملك إلا يوم عاد فإنه أذن لها دون الخزان فخرجت فذلك قوله : {بريح صرصر عاتية} عتت على الخزان.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور قال : ما أمر الخزان أن يرسلوا على عاد إلا مثل موضع الخاتم من الريح فعتت على الخزان فخرجت من نواحي
الأبواب فذلك قوله : {بريح صرصر عاتية} قال : عتوها عتت على الخزان فبدأت بأهل البادية منهم فحملتهم بمواشيهم وبيوتهم فأقبلت بهم إلى الحاضرة (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا

الصفحة 660