كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 14)

بعدهم يأخذون كأخذهم في العبادة فقال لهم ابليس : لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم فصوروا ثم ماتوا فنشأ قوم بعدهم فقال لهم ابليس : إن الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدوها.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب القرظي قال : كان لآدم خمسة بنين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر فكانوا عبادا فمات رجل منهم فحزنوا عليه حزنا شديدا فجاءهم الشيطان فقال : حزنتم على صاحبكم هذا قالوا : نعم قال : هل لكم أن أصور لكم مثله في قبلتكم إذا نظرتم إليه ذكرتموه قالوا : لا نكره أن تجعل لنا في قبلتنا شيئا نصلي إليه ، فأجعله في مؤخر المسجد ، قالوا : نعم فصوره لهم حتى مات خمستهم فصور صورهم في مؤخر المسجد [ ].
وَأخرَج الأشياء حتى تركوا عبادة الله وعبدوا هؤلاء فبعث الله نوحا فقالوا : {ولا تذرن ودا} إلى آخر الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مطهر قال : ذكروا عند أبي جعفر يزيد بن المهلب فقال : إما أنه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله ثم ذكر ودا قال : وكان ود رجلا مسلما وكان محببا في قومه فلما مات عسكروا حول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه فلما رأى أبليس جزعهم عليه تشبه في صورة إنسان ثم قال : أرى جزعكم على هذا فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في

الصفحة 712