كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 15)

فيقولون : ننتظر ربنا عز وجل ، فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون : نعم فيقول : كيف تعرفونه ولم تروه فيقولون : نعرفه إنه لا عدل له ، فيتجلى لنا ضاحكا ثم يقول : أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت له مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا.
وأخرج ابن عساكر عن أبي موسى : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم : ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون : إن لنا لربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، قال : وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون : نعم فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه
قالوا : إنه لا شبيه له ، قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجدا ويبقى في ظهورهم مثل صياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قول الله عز وجل : (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (سورة القلم الآية 42) ويقول الله عز وجل : عبادي ارفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء كل رجل منكم رجلا من اليهود أو النصارى في النار.

الصفحة 119