كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 15)
فانتبهت فدرت حول ناقتي فلم أر شيئا فإذا ناقتي ترعد ، ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فنتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا أنا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى : قم فخذ أيها شئت فداء لناقة جاري الإنسي ، فقام الفتى فأخذ منها ثورا عظيما وانصرف ثم التفت إلى الشيخ وقال : يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل : أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي ولاتعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها ، فقلت له : ومن محمد هذا قال : نبي عربي لاشرقي ولا غربي بعث يوم الأثنين ، قلت : فأين مسكنه قال : يثرب ذات النخل ، فركبت راحلتي حين برق الصبح وجددت السير حتى أتيت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني بحديثي قبل أن أذكر له منه شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت ، قال سعيد بن جبير رضي الله عنه : وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وأنه كان رجال
الصفحة 14
834