أليس قال الله تعالى : (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) (سورة الحج الآية 47) قال : بلى ، قال : وإن لكل مقدار يوم من الأيام لونا من الألوان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة أنه سئل عن قوله : {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال : ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه قال ابن عباس وذكر (لا يسأل عن ذنبه أنس ولا جان) (سورة الرحمن الآية 39) (فوربك لنسألنهم أجمعين) (سورة الحجر الآية 92) و{هذا يوم لا ينطقون} قال ابن عباس : إنها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء فمنها يوم لا ينطقون ومنها يوم عبوسا قمطريرا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا : يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله : {هذا يوم لا ينطقون} وقوله : (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) (سورة الزمر الآية 31) وقوله : (والله ربنا ما كنا مشركين) (سورة الأنعام الآية 6) وقوله : (ولا يكتمون الله حديثا) (سورة النساء الآية 42) قال : ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم : ساعة لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم