فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا ، قال : ذلك قوله : {ولا يكتمون الله حديثا}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي قال : أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عباد : إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله {هذا يوم لا ينطقون} {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون} اليوم لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد فقال عبد الله بن عمرو : إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقا حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال : يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه لا يغنيهم مني
وزر ولا تخفيهم مني خافية : الذي يجعل مع الله إلها آخر وكل جبار عنيد وكل شيطان مريد ، قال : فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين ، إما قال يوما وإما عاما ، قال : ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة : قفوا للحساب.