كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 15)
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان للجن مقاعد في السماء يستمعون الوحي فبينما هم كذلك إذا بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدحرت الشياطين من السماء ورموا بالكواكب فجعل لا يصعد أحد منهم إلا احترق وفزع أهل الأرض لما رأوا من الكواكب ولم يكن قبل ذلك وقال إبليس : حدث في الأرض حدث فأتى من كل أرض بتربة فشمها فقال لتربة تهامة : هنا حدث الحدث فصرف إليه نفرا من الجن فهم الذين استمعوا القرآن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لم تكن سماء الدنيا تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء شديدا ورجمت الشياطين فانكروا ذلك فقالوا : {لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}
فقال إبليس : لقد حدث في الأرض حدث فاجتمعت إليه الجن فقال : تفرقوا في الأرض فأخبروني ما هذا الحدث الذي حدث في السماء وكان أول بعث بعث ركب من أهل نصيبين وهم أشراف الجن وساداتهم فبعثهم إلى تهامة فاندفعوا حتى بلغوا الوادي وادي نخلة
الصفحة 19
834