قال : وماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله : الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته ، قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ، قال : فدعني حتى أفكر ، ففكر ، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت {ذرني ومن خلقت وحيدا} ، وأخرجه ابن جرير وأبو نعيم في الحلية وعبد الرزاق ، وَابن المنذر عن عكرمة مرسلا.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : لما بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جمع الوليد بن المغيرة قريشا فقال : ما تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم : هو شاعر وقال بعضهم : هو كاهن فقال الوليد : سمعت قول شاعر وسمعت قول الكهنة فما هو مثله ، قالوا : فما تقول أنت قال : فنظر ساعة {إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر} إلى قوله : {سحر يؤثر}.